كلمة العميد
كلية علوم البحر
تغطي المحيطات والبحار نحو 66% من مساحة الكرة الأرضية ويُقدّر بأنّ نحو 80% من المخلوقات تعيش فيها، على الرغم من أنّ معظمها لم يُكتشف ولم يُدرس بعد. البحر ثروة ضرورية جدًا لرفاه الإنسان، ومنذ القدم تميل التجمعات السكانية التمركز على امتداد شواطئه. البحر مصدر إنتاج الأكسجين الأساسي في العالم، وهو عامل مركزي في التأثير على المناج، أحد مصادر الغذاء الرئيسية، مصدر هام لتحلية مياه الشرب، الطريقة الأهم في نقل البضائع والمنتجات الأساسية، مساحة استراتيجية للحركة والنشاط الحربي ومصدر للمواد الطبيعية الهامة في الاقتصاد والطب والبحث العلمي. كما أنّ البحر مكان للاستجمام والترفيه والرياضة. عند تطوير التقنيات المناسبة، قد تُستخدم أمواج البحر أيضًا لتوليد الطاقة. لجميع هذه الأسباب، للبحر أهمية كبرى اليوم لدراسة علوم البحر والتعرُّف على هذه الثروة الضخمة والقدرة الكامنة فيه.
على الرّغم من أهمية البحر، لم يتعلّم الإنسان القدر الكافي لاستخدامه بالطريقة الفضلى بل جلب للبحر أضرارًا كثيرة وأفسد البيئة البحرية: صرف صحي، قذورات من كل نوع، سموم ومواد مشعة جميعها تُرمى في البحر. كما دأب الإنسان ممارسة الصيد غير المنضبط على مدار ألوف السنين، خاصةً في الخمسين سنة الماضية. تعدين الرمل، البناء على خط الشاطئ وإنشاء مراسي السفن جميع هذه العوامل تسبب أضرارًا متواصلة للشطآن. لذلك أصبحت البيئة الطبيعية للبحار بشكل عام، وبيئة البحر الأبيض المتوسط على نحوٍ خاص، موضوعًا هامًا للدراسة والبحث. البحر المتوسط يشكل الحدود الغربية لدولة إسرائيل، وهو ثروة اقتصادية وأمنية. بالتالي إنّ بحث البحر الأبيض المتوسط وتطوير التقنيات المتطورة للاستفادة المُرشّدة من ثرواته، حتى نتمكن من الاستفادة من موارده مع الحفاظ على البيئة البحرية وترميمها، جوانب هامة لدولة إسرائيل والدول الأخرى المطلة على شطآنه.
تأسست كلية علوم البحر في المعهد الأكاديمي روبين منذ 14 عامًا وهي المؤسسة الأكاديمية الوحيدة في إسرائيل التي تمنح ألقابًا أكاديمية في علوم البحر والبيئة البحرية والبيوتكنولوجيا البحرية.
يُدرّس في الكلية برنامجان أكاديميان للقب الأول وبرنامجان للقب الثاني:
لقب أول B.Sc في علوم البحر والبيئة البحرية لقب أول B.Sc بيوتكنولوجيا بحرية لقب ثاني M.Sc في علوم البحر لقب ثاني M.A في إدارة موارد البحرتواصل الكلية تطوير برامج دراسية إضافية للقب الأول والثاني في مواضيع متصلة بالبحر، مثل موضوع الزراعة المائية، وهو أحد برامج الذي يُعد المعهد الأكاديمي روبين لافتتاحه.
وقد ساهمت البرامج الأكاديمية والعمل البحري المتشعب في كلية علوم البحر في إعداد علماء كبار في الأكاديميا ومختصين في مجالاتهم التطبيقية في علوم البحر. تؤهل البرامج الدراسية في كلية علوم البحر الخريجين لمواصلة مسيرتهم العلمية لدراسة اللقب الثاني والثالث في معاهد التعليم العالي في إسرائيل والعالم، في دراسة علوم البحر والبيئة البحرية والبيوتكنولوجيا البحرية وفي مجالات علوم الحياة الأخرى.
يمكّن البرنامج الخريجين الذين أنهوا دراستهم بنجاح الاندماج للعمل في الاقتصاد البحري في إسرائيل والزراعة البحرية والهيئات الخضراء التي تعمل على ترميم البيئة والحفاظ عليها. أما المدرسين العاملين في البرنامج فهم محاضرون معروفون من خريجي الجامعات البحثية المرموقة. كما أنّ الدراسة غنية في المساقات التي تمرر في المختبرات والجولات والأنشطة البحرية كالنقل المائي والغوص، والتي هي جزء لا يتجزأ عن البرنامج الدراسي.
يستطيع الطلاب الراغبين بذلك الحصول على تأهيل لقيادة القوارب (سكيبر) بدعم الكلية.
اندمج الكثير من خريجي الأفواج الستة عشر الذين تخرجوا من الكلية في الاقتصاد الإسرائيلي حتى اليوم في مهن متنوعة في مجالات الاقتصاد البحري والاقتصاد المائي (شركة مكوروت، שפד"ן، معاهد الزراعة البحرية وغيرها)، في الطب والطب البيطري والبيوتكنولوجيا وفي سلطة الطبيعية والحدائق وفي مجال التدريس. بينما واصل عدد منهم دراسته للّقب الثاني والدكتوراه في كافة مؤسسات التعليم العالي في إسرائيل وفي مؤسسات أكاديمية عالمية.
حرم كلية علوم البحر يقع بجانب الشاطئ الرائع القريب من قرية مكمورت وهو مزوّد بصفوف تدريسية مكيّفة ومختبرات ومكتبة وفيه نادٍ لقيادة القوارب ونادٍ للغوص ومقصف. لذا فالتجربة الدراسة في مكمورت غنية ومثيرة، كما أنّ جو الدراسة في هذا الحرم الصغير للكلية لطيف وعائلي ومتفرّد نظرًا لطابعه الخاص والمميز ومجاورته للبحر.
أدعوكم للانضمام لتجربة دراسية غنية ومدهشة ومميزة في حرم كلية علوم البحر في مكمورت.
بروفيسور آدم فريدمان
عميد كلية علوم البحر